هلااااا
كيفكم انشاء الله تماام
~¤
*§ الجزء الأول §*
¤~
"الى اللقاء" .. ودع علي – كالعادة – زملاءه في الجامعة وهو خارج من سيارة هاني –التي
تقلهم جميعا- متجها نحو البيت .. علي كان شابا يافعا يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما.. انسان
خلوق.. خجول .. وطيب النفس يتميز بالمرح وروح الدعابة.. ويدرس في كلية الطب .. دخل
وعلامات التعب واضحة على محياه . "يا هلا بالطبيب الصغير " استقبلته أمه وكالعادة بعبارات
تحمل معها الدفء والحنان وتخفف الشعور بالارهاق والتعب وتضفي على محياه الابتسامة
رضى أم أبى ! قبل علي رأس والدته :"ماذا حضرت لي اليوم أمي الحنونة من غذاء !"
ابتسمت والدته ثم قالت :" حضرت لك اليوم وجبتك المفضلة (مكرونة بالبشميل) " . "حقا!! "
رد علي بفرح شديد " ماذا تنتظرين ؟ ..فبطني لا يتوقف عن الصياح !" .ضحكت أمه ثم قالت
وهي متجهة الى المطبخ " حسنا هيا اذهب وبدل ملابسك ولا تتأخر " ... " حسنا " صعد علي
الادراج متجها الى غرفته وهو رافع رأسه ويغني بمرح .. دخل غرفته البسيطة : سرير ومكتب
ودولاب للملابس وجهاز حاسب آلي وتلفون خاص بغرفته كانت لمسات علي واضحة على
غرفته.. صور و تحف فنية ومناظر خلابة وأعشاب وشجيرات و..و الخ ... " آآآه " تأوه وهو
مستلق على سريره ..يستريح قبل تبديل ملابسه ... فجأة.. رن تلفون الغرفة "تررررن ..
تررررن .." اعتدل علي وعليه علامات التعجب " من يريدني في هذا الوقت ؟!..ثم تابع .." لابد
أنه هاني يريد اخباري أني نسيت أحد أغراضي في سيارته كالعادة ".." أفففف " قالها وهو متجه
الى السماعة ..أجاب على الهاتف " ألو.. " لا أحد يجيب .."الو.. " أعادها ثانية .. ثم ثالثة بنبرة
أحد ! .. واذا به يسمع صوت احدهم يتنفس بصوت مسموع !! شهيق قصير وزفير أطول وأشد
.. " من معي؟ " سأله علي بنبرة منفعلة نوعا ما .. يرد المتصل " الووو... " صوت بنت !!
تغيرت ملامح علي بسرعة " نـ نـ نـ نعم ! " قالها بصعوبة! " آآآآه كنت أنتظر قدومك طويلا "
قالتها البنت المجهولة بصوت يحمل في طياته الخبث !.. " أستغفر الله العلي العظيم " ..قالها في
نفسه ..سكت قليلا ثم بلع ريقه ثم قال " أختي .. هل أخدمك بشيء ؟" .. ضحكت البنت ثم أخذت
نفسا عميقا و تأوهت ..ثم قالت "علي.. شاب محترم .. يقوم بواجباته على أكمل وجه .. وسيم جدا
.. لايقوم بأي من الاعمال الطفولية أو أعمال طيش الشباب .. على مستوى عال جدا من الاخلاق
..ويتمالك نفسه بسرعة .. خصوصا في موقف كهذا .. هو بالفعل فارس الاحلام !! " أغلق علي
الخط بسرعة ..فتح عينيه ووضع يده اليسرى على فمه واليمنى على قلبه الذي ينبض بشدة !!
..رمى بالهاتف بعيدا .." لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. انا لله وانا اليه راجعون " قالها
وهو يرتجف وقلبه ينبض بسرعة " علي .. علي .. ماذا تفعل لقد برد طعام الغذاء .. " أم علي
تصرخ منادية عليه .. "حاضر حاضر يا أماه ..أنا قادم" .. قالها وهو يبدل ملابسه بسرعة ..
ذهب علي الى صالة الطعام .. على السفرة كان هناك أخوه الصغير ذو الخمس سنوات حسن
وأخته التي تصغره بسنتين آيات ..آيات كانت بنت هادئة وجميلة على مستوى عال من الاخلاق
.. تدرس في كلية البنات ..
حالما جلس علي على المائدة سألته أمه : " لم تاخرت؟!" .. "أأأ نعم .." قالها وهو مرتبك ثم تمتم
" لا لاشيء كنت أكلم أحد أصدقائي في التلفون !" .. تناول علي طعامه ببطء شديد .. كان يأكل
لقيمات صغيرة !... لاحظت أمه شرود ذهنه الواضح أثناء الغذاء .. " علي .. مابك ؟ " تسأله أمه
.. " ها .. نعم ل ل لاشيء يا أماه ".."يااااه المكرونة لذيذة جدا يا أمي " قالها بتصنع محاولا
تغيير الموضوع .." علي ! .. " قاطعته أمه " كيف تكون المكرونة لذيذة ولم تأكل منها الا الشيء
القليل ؟! .. ما الذي يشغل بالك ؟ .. أهو صديقك الذي كلمته منذ قليل .. هل تخالفتما ؟!"..أغلق
علي عينه وهو يسمع كلمات أمه ثم نهض من المائدة وهو يقول " أنا آسف يا أمي .. ولكني أكلت
بعض الحلوى في طريقي الى البيت وقد أطفأت شهيتي الى حد كبير " مضى صاعدا الادراج الى
غرفته وأمه تنظر اليه غير مقتنعة بما يقول .. "حسنا سأدخر لك شيئا منه لعلك تأكله فيما بعد " ..
" لا داعي يا أماه " قالها وهو يغلق باب غرفته .. " دعيه عنك يا أمي .. " قالت آيات تهدئ من
روع أمها " لا بد أنه اختلف مع أحد أصدقائه ، فهو- كما تعلمين –لايمكن أن يهدأ له بال مادام
مختلفا مع أحد أصدقائه حتى يتصالحا " ..
في غرفته استعد علي للنوم والراحة عله ينسى أحداث هذا اليوم المخيف .. قبل أن ينام تذكر أن
هاتفه المحمول يحتاج الى الشحن .. نظر الى الهاتف المحمول واذا به مكالمتان فائتتان ورسالة
قصيرة .. " لاأعرف أحدا بهذا الرقم .." تمتم في نفسه " قد يكون أحد الاصدقاء الذين أنشؤوا
حديثا خطا جديدا للهاتف المحمول !" .. قالها وهو غير مقتنع بما يقول !!.. فتح الرسالة –
المرسلة من نفس صاحب الرقم الغريب - واذا بها " لقد جرحتني عندما قطعت الاتصال بهذه
الطريقة.. سأكلمك الليلة الساعة الثانية عشرة تماما!!" .."انا لله وانا اليه راجعون .. ماذا تريد
مني هذه البنت ؟!" .. قالها وقد بدأ قلبه ينبض بسرعة .. طق طق طق ..أحدهم يطرق الباب...
"علي .. " صوت أبيه يطرق الباب .. " يا ويلي .. لقد وصل أبي ولابد ان أمي شكت اليه ما
حدث " قال علي وهو يعض على شفته " فلأستعد للاستجواب الان "تمتم وهو ناهض لفتح الباب
.. "كيف حالك يا علي ؟ هل أيقظتك ؟ " سأله أبوه حالما فتح الباب ... " لالا لم أنم بعد" رد علي
بسرعة .. "خذ" أعطاه أبوه قلما جديدا رائعا .. كان من عادة أبي علي أن يحضر الهدايا لأبنائه
باستمرار ..." واو .. انه جميل بالفعل " قال علي .. رد أبوه : " أرجو أن لايكون مصيره كغيره
من الاقلام التي جلبتها لك .." ابتسم علي ثم قال : "لاتخف يا أبي .. سأحافظ عليه جيدا " .."
سنرى " قال أبوه وهو يغادر .. أدار علي ظهره وهو يغلق الباب فرحا لان الامور سارت كما
يريد بدون استجوابات!! .. " على فكرة .." قال أبوه قبل اغلاق الباب بثانية !! .. تغيرت ملامح
الفرح الى ملامح الحزن على محيا علي قبل أن يعدلها ويفتح الباب لأبيه .. " أمك تقول أنك غير
طبيعي اليوم .. ولم تتناول طعامك ..ما الأمر ؟" رد علي بثقة " لا عليك يا أبي .. أنت تعرف
أمي .. دائما تعطي الموضوع أكثر مما يستحق .. كل ما في الامر أن شهيتي للأكل ليست على ما
يرام " .. " هكذا اذا .." رد أبوه وهو مغادر .. أغلق علي الباب بسرعة وهويقول مبتسما " يا
ليت أمي تقتنع بسهولة مثل أبي "..عاد علي الى سريره ودخل عالم السرحان .. يفكر في
موضوع البنت المجهولة .. "ما ذا أفعل ؟ هل أخبر أمي بالموضوع ؟ ... هل أخبر آيات ؟... أم
أنهي الموضوع بنفسي؟..هل أرد عليها اذا اتصلت بي أم أتجاهلها؟ " .. هنا راوده شعور غريب
.. شيء ما يقول له " ماذا لو كانت البنت جميلة !!..انها معجبة بك .. ولا تريد بك سوءا " ..
قاطعه شعور آخر " لالالا .. أستغفر الله ..ماذا تقول أيها الاحمق هل جننت " .. استمر في
التفكير " لم تفسر الامور بشكل خاطئ ؟ من قال ان البنت تريد بك شرا .. عليك ان تكلمها وتفهم
منها ما تريده بالضبط !.... لالالا كيف لي أن أكلم أجنبية بدون سبب شرعي ؟!" استلقى على
ظهره وهو يحاول النوم ..هنا تذكر كلماتها :" شاب محترم .. يقوم بواجباته على أكمل وجه
...وسيم جدا .. على مستوى عال من الاخلاق ..انه بالفعل فارس الاحلام ..صوت دافئ يذيب
القلب .. وبدأ يعيش في عالم الاحلام .. لابد أنها بنت جميلة جدا .. ذات عاطفة جياشة ..و ..و..
وبدأ يتخيل أو يوهم نفسه بأنه ربما وجد بالفعل فتاة أحلامه .. قرر بعدها أن يكلم البنت المجهولة
في الموعد الذي حددته ثم خلد للنوم وهو يفكر فيما سيقوله الليلة ..
" علي .. علي.. هيا انهض لقد حان وقت العشاء " فتح علي عينيه بصعوبة ليرى أخاه الصغير
حسن يحاول ايقاظه .. أجابه بصوت خافت "حسنا ..حسنا " .. نهض علي ممددا جسمه و متثائبا
.. نظر الى هاتفه المحمول ليجد به رسالة قصيرة ..فتح عينيه مرتبكا وكأنه يعلم من هو المرسل
.. كان شكه في محله " لاتنسى الموعد الساعة الثانية عشر .. حبيبتك حنان !" .. "علي هل
نهضت ؟" فتحت آيات باب الغرفة لتجد علي يخفي عنها هاتفه المحمول بسرعة .." ما بك؟"
قالت آيات .. رد علي " لاشيء ها قد نهضت سأذهب الى الحمام " ردت آيات باستغراب " ولم
تأخذ هاتفك المحمول معك الى الحمام ؟! " .. رد بسرعة " لاني أنتظر مكالمة ضرورية ..
قاطعته " ولكن.. " قاطعها غضبا " كفى واذهبي فالجميع بانتظارك على العشاء " ظلت آيات
تنظر اليه وهو يغادر قائلة في نفسها " علي اليوم لا يتصرف بطبيعته .. يبدو عصبيا على غير
العادة !" ..دخل علي الحمام وهو يقول " لن تمر هذه الليلة بسلام !"