أقبل نحوي وقد ارتسمت آمارات الحزن على وجهه ...
بدا شاحباً على غير عادته حين يراني ...
سلم عليّ بنبرة حزينة أيقنت معها أن مصيبة ألمت به أو بمن يحب ...
قال لي أتذكر فلان ... وذكر اسماً لرجلٍ نعرفه سوياً ...
قلت له : نعم اذكره ، لكن أخباره انقطعت عني منذ فترة بعيدة ...
قال : لقد مات ساجداً ...
سكت من هول المفاجأة ...
استعرضت في ثواني صورته ...
قلت في نفسي : لم يكن صاحب طاعة بل كان غارقاً في الذنوب والمعاصي ...
سبحان الله ، تاب ومات وهو ساجد ...
الحمدلله رفعت بها صوتي ...
الحمدلله مات وهو ساجد ...
وضع يده على فمي ، صرخ بي : لاتقل الحمدلله ...
قلت له : لماذا ؟؟
سكت ثم قال : لقد مات وهو ساجد في دورة المياه ...
قلت : أعوذ بالله في دورة المياه ... كيف حدث ذلك ؟
قال : لقد تناول جرعة كبيرة من المخدر ...
دارت به الدنيا ، شعر بالغثيان ، أنطلق نحو الحمام ...
وهناك ... جثى على ركبتيه ، وضع رأسه في المرحاض ، حاول أن يخرج القيء من بطنه ، لم يستطع ، حاول حتى خرجت روحه وهو ساجد ورأسه في المرحاض ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ... وضعت يدي على وجهي ، واستغفرت الله ...
وقلت هذه النهاية لمن بحث عن السعادة في طريق المخدرات ...